كم هي الحياة جميلة، حين تملئينها بالحياة، وتعيشينها بالبذل والعطاء، تتسامين عن الدنايا، وترتقين بالآمال، وتحتضنين الفأل، وتنالين رضى الرحمن.
تقاومين نزغات الشيطان الآزّة للسوء، وتجعلين من مرارة ما تلاقينه من آلام نكيئة، بوابات أمل يستعصي على المتشائمين، تبنين بهدوء، وتؤسسين بعمق، ولا تلتفتين لخُذّال الطريق، وقراصنة النّجاح، وسرّاق التقدّم .
حباك الله روحاً حيّة، ومنحك الكرامة التي تحملك للمعالي في كلّ شيء، بنتا كنت أو أمّا أو أختا أو زوجة، لك مثل الذي عليك بالمعروف، إكرامك عزّ، وجفاؤك وإهانتك لؤم ونقيصة، متى ما أيقنت أنك رقم البناء والنماء الأول أجابتك الدنيا بالسناء والبهجة والفخر والاعتزاز.
لم يستوصِكِ النبي صلى الله عليه وسلّم علينا خيرا لأنّك تعرفين، وبفطرتك التي أبدع الله مكنوناتها تدركين،ولكنّا معشر الرجال أوصانا بكِ خيرا لغفلتنا، ولضعف قلوبنا قبل عقولنا بفضلك وتكريمك وسموّك وتضحيتك .
قرارك لا يعني موتك، بل قرار التفاني في صوغ المعاني، وبناء الحضارة، وصنع الجيل.
قرارك لا يعني الوهن والكسل والضّعة والخلود للرّاحة والاستكانة لليأس والاستسلام للفناء.
قرارك في بيتك لا يعني عدم المشاركة في رسم صورة الحياة البهيجة، وإعمار الدنيا والاستخلاف في الأرض.
ومن فهم أن القرار يعني اللامسؤولية في الحياة، فقد عقّ ذاته وروحه ، وبنى سياج الاستسلام للشرور والخذلان ، وأصبحت الحقائق الفطريّة فضلا عن الآيات المبصرة شوهاء.
بيدك مفتاح النجاح متى ما أيقنت حمله، وَأَدَرْتِ مِقْبَضَه، ( النساء شقائق الرّجال )، باب مفتوح لا يغلقه في وجهك إلا من ارتكس وانتكس، ولا يوصِده أمامك إلا متعالٍ على سنّة الله، أو غافل عن حقيقة ذاتك، أو غارق في لُجِّيَّةِ ( ما أريكم إلا ما أرى )!.
ثقي أنّ طهر قلبك، وصفاء سريرتك، فارق في الحياة متى ما أتبع الطهر والصفاء العمل، العمل على بذل الوسع في تقديم كلّ ما حُبِيْتِهِ من الكرامة والرأي الرشيد، ( ولقد كرّمنا بني آدم) ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ).
اعْمُرِي وقتك بالعلم والمعرفة، وارتقي أسباب الصدق فإنّه نعم الصّديق، واستثمري شبابك، وتفنّني أن تكوني في كلّ مقام مَقَالَه.
واعلمي أنّك راعية مسؤولة فلا تُلْفَيَنّ إلا في قمّة الإبداع والإمتاع ، وأحسني حياتك بالإحسان، واعلمي أنّ الدنيا زائلة لا محالة وأنّ من قصدها قصد استرخاء واسخذاء وبطالة ومتعة لا شيء دون ذلك نال طينة خبالها، وقبح نتاجها. وفي السعي لنيل رضى الله والعمل للآخرة خير لك من الأولى بملذاتها وشهواتها والركون إليها.
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً . وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ).