يحاورني بني فلا أجيـــــــــــــب
ويرمي نبل أسئلة تصيـــــــــــب
مجنّي لم يعد يحمي فــــــؤادي
فرامي النبل حذاق أريـــــــــــــب
أطامن أن تطيش فلا تصبنــــي
وعنها القلب في أمن يــــــــؤوب؟!
ولكني بساعده خبيـــــــــــــــــــر
ولن يجدي عن الرمي الهـــــروب
يسائلني : أبي؛ والسهم أرسى
وريدي صار مرفؤه القريــــــــــب
يعدد حال أمتنا ويرمـــــــــــــــي
وتُنثر من كنانته الكـــــــــــــروب
بلاد الشام يا أبتي صفيـــــــــح
من المأساة والفوضى لهيـــــــب
أعيش طفولتي عيشا هنيــــــئا
وإخواني هناك لهم نحيــــــــب
أقلب لعبتي بالماء غســـــــــــــلا
وهم بدمائهم غُسِلوا أُذِيبُـــــــوا
فهذا شلو محمود وليلــــــــــــى
يماثل لعبتي أنّى تجيــــــــــــب
وفي اليمن الذي يدعى سعيــدا
وقد أضحى على وجع شحيــب
يماكسها الدعيّ بكسر خبـــــــز
وفيها الفرس في صلف تجــوب
وأنى يا أبي تعلو وتسمــــــــــو
وقد بيعت لصاهرها يذيــــــــــب
بلحن القول بل بفصيح فعــــــل
وغيدٌ عربدٌ وقح معيـــــــــــــــــب
يطارد من سما بالصدق نهجـــا
ويرتع في مجالسه الكــــــــذوب
وفي أرض الكنانة من عجــــــاب
يَحارُ لهول ما يجري اللبيـــــــب
يسود الناكصون بها ويلقــــــى
كريم القوم في جبّ يغيـــــــــــب
وقد مدت لها بالغدر كـــــــــــــف
سخي كي يباد بها النجيــــــب
وفي أرض العراق أرى رؤوســــا
شياطينا لترتعب الشعـــــــــوب
أعدّد يا أبي لك ما بليـــــــــــــــنا
أم انفطرت بما يجري القلـــــوب
أجبني يا أبي ماعدت أحيــــــــا
وعيشي صار في وطني غريب
أجيبك يا بني فلا تصبنــــــــــي
وأنفاسي تعود ولا تغيـــــــــــــب
كفاك بني لا أقوى سهامــــــــــــا
ولست أفر بل حتما أجيـــــــــــب
أُصبنا يا بني بما عملنــــــــــــــا
وغيّرنا فغُيِّرَت الـــــــــــــــــــدروبُ
وأسلمنا لباطشنا عنانــــــــــــــــا
وعاقرنا وغرتنا الذنــــــــــــــــــوب
وعشنا التيه لا نلوي لشــــــــــيء
أنحيا العز والعزّ سليـــــــــــــــــب
ولكني أردّد في صلاتــــــــــــــــــي
بفأل لا يغيب ولا يــــــــــــــــــــذوب
بأن الخير فينا لن يــــــــــــــــوارى
سيشرق نوره يوما يـــــــــــــــؤوب
وتبصر في بلاد الله عـــــــــــــــــــزا
يعز الله فيها من ينيــــــــــــــــــــــب